لَمَّا غَلَبَت عليهم المحبةُ صُلبوا في جذوع النخل، واعجباً لِعَزَماتٍ ما ثناها {لأَُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلاَفٍ} (?) سَجَدوا له سجدةً واحدةً فمَا رفعوا رؤوسهم حتى رأوا منازلهم من الجنة!، فغلبهم الوجْدُ وتمكن منهم الشوق فقالوا: {فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا} (?):
تَمُرُّ الصَّبا صُبحاً بساكن ذي الغضا قريبةُ عَهْدٍ بالحبيب وإنما ... ويُصدَع قلبي أن يَهب هبوبُها
هوى كلّ نفْس أينَ حَلّ حبيبُها
ضيف المحبة مالَه قِرى إلا المُهج، إذا رأيت محباً ولم تَدْرِ لمن حُبه، ضع يدك على نبْضه وسَمِّ له من تُطبِّه به فإن النبض ينزعج عند ذكره .. {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (?).
إحذر معاشرة البطَّالين فإن الطبعَ لِصّ .. لا تُصادقَنَّ فاسقاً ولا تَثِق إليه فإن مَن خان أوَّلَ مُنعمٍ عليه لا يفي لك.
ويحك لا تحقر نفْسَك فالتائبُ حبيبٌ والمنكسر صحيحٌ، إقرارك بالإفلاس عين الغنى، تنكيس رأسك بالندم هو الرفعة، اعترافك بالخطأ نفس الإصابة.
عُرضت سلعةُ العبوديةِ في سوقِ البيع فَبَذَلت الملائكةُ نَقْد: {وَنَحْنُ