درع شعر وخمار من صوف، فإذا هي تقول: إلهي وسيدي ما أضْيق الطريق على مَن لَمْ تكن دليله وأوْحش خلْوة من لم تكن أنيسه!. فقلت: يا جارية ما قطع الخلق عن الله عز وجل؟!، فقالت: حبُّ الدنيا إلاّ أن للهِ عز وجل عباداً أسقاهم من حُبِّه شربةً فَوَلَهَتْ قلوبهم فلم يُحبوا مع الله غيره) انتهى (?).
وقال ابن القيم - رحمه الله -: (وهل تعلّقت المحبة بموجود مُحْدَث إلا لِكمال في وجوده بالنسبة إلى غيره؟!، وهل ذلك الكمال إلا من آثار صُنع الله الذي أتقن كل شيء؟!، وهل الكمال كله إلا له؟!.
فكل مَن أحبّ شيئاً لِكمالِ ما يدعوه إلى محبته فهو دليل وعبرة على محبة الله وأنه أوْلى بكمال الحب من كل شيء.
ولكن إذا كانت النفوس صغاراً كانت محبوباتها على قدرها!، وأما النفوس الكبار الشريفة فإنها تبذل حبها لأجَلّ الأشياء وأشرفها) (?).
إذاً لابد من العلم بصفات المعبود الحق سبحانه لأن المحبة تابعة للشعور، ولذلك فإن المنكِر لوجوده سبحانه لا يُشعر به، أما المسلم فيُشعر بوجوده بقدر علمه به سبحانه، والتفاوت بين المسلمين في ذلك كبير، والعمل الصالح المقبول يُقوّي الشعور جداً.