وهي جمع سُبحة، وقال جميع الشارحين للحديث من اللغويين والمحدثين: سُبُحَاتُ وجهه الكريم هي نوره وجلاله وجماله وبهاؤه (?).
ثم اعلم أنه لو اجتمع جمال الحور العين كلهنّ في واحدة فما قَدْره عند جمال المعبود الحق سبحانه، ولذلك يقول الإمام ابن القيم - رحمه الله -:
وهُوَ الجميلُ علَى الحقيقةِ كيفَ لاَ! مِنْ بعضِ آثارِ الجميلِ فربُّهَا ... فجَمَالهُ بالذاتِ والأوصَافِ والْ ... وَجَمَالُ سَائِرِ هَذِهِ الأكوَانِ ... أولَى وأجدَرُ عِندَ ذِي العِرْفَانِ ـأفعَالِ والأسمَاءِ بالبُرْهَانِ (?) ... .
أما السُّبُحَات فقد قال ابن القيم - رحمه الله - فيها: (فإذا كانت سبحات وجهه الأعلى لا يقوم لها شيء من خلقه، ولو كشف حجاب النور عن تلك السبحات لأحرق العالم العلوي والسفلي فما الظن بجلال ذلك الوجه الكريم وعظمته وكبريائه وكماله وجلاله وجماله) (?)، فالرب سبحانه قد احتجب عن مخلوقاته بحجاب من نور مخلوق، جعله سبحانه يحجب نور وجهه الكريم وجلاله وجماله عن وصوله إلى المخلوقات حيث لا تحتمله؛ ولذلك يُعطِي الله المؤمنين في الجنة قوةً شديدة في أبصارهم ليطيقوا