ما هي محبة خواص الله؟، وهل هناك علة وعيب في طلبهم للثواب المخلوق؟.

والشاهد هنا عناية الله بأوليائه، وما بلغوا ذلك إلا بتجريد محبتهم لمعبودهم سبحانه، فهم كما قال ابن القيم – رحمه الله -: (فالنفوس العليّة الزكيّة تعبده لأنه أهل أن يُعبد ويُجَلّ ويُحَبّ ويُعظّم، فهو لذاته مستحق للعبادة، ولا يكون العبد كأجير السوء إن أُعطي أُجرةً عَمِل، وإن لم يُعط لم يعمل، فهذا عبد الأجرة لا عبد المحبة والإرادة!) انتهى (?).

وذكر - رحمه الله - محبة خواص أولياء الله، وأنهم يريدون قربه، ووصولهم إليه، واشتغالهم به عما سواه والتنعم بحبه، ولذّة الشوق إلى لقائه.

وذكر أن هذا هو مطلوبهم الأعظم وأنه إذا انضاف إلى هذا المطلب الأعظم المقصود بالقصد الأول طلبهم لِثوابه المخلوق المنفصل فلا عِلّة في هذه العبودية.

وعلماء السلف - رحمهم الله - يُبيّنون التوحيد ليتجرّد ويتصفى من العِلل والشوائب.

ولذلك يقول ابن القيم - رحمه الله -: (والعارفون عملهم على المنزلة والدرجة، والعمال عملهم على الثواب والأجرة، وشتّان ما بينهما) (?).

وليس المراد مما تقدم عَيْب سؤال الله الجنة، وإنما العَيْب أن يكون مبلغ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015