واعلم أنه لم يتزين لي العباد بزينة هي أبلغ من الزهد في الدنيا فإنها زينة المتقين، عليهم منها لِباس يُعرفون به من السكينة والخشوع، سيماهم في وجوههم من أثر السجود (?)، أولئك أوليائي حقاً، فإذا لَقيتَهم فاخفض لهم جناحك، وذلّل لهم قلبك ولسانك.
واعلم أن من أهان لي وَلياً أو أخافَه فقد بارزني بالمحاربة، وبدأني، وعَرَّض بنفسه ودعاني إليها، فأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي .. أيظن الذي يحاربني أن يقوم لي؟! .. أوَ يظُن الذي يُغازيني أن يُعجزني؟! .. أوَ يظُن الذي يبارزني أن يسبقني أوْ يفوتني؟!؛ وكيف وأنا الثائر لهم في الدنيا والآخرة، لا أكِلُ نصرتهم إلى غيري ... ) إلى آخره (?).