الأول، هكذا نحن عند الله!) انتهى (?).
فالخوف علينا أن نكون من جنس العبد الثاني، وياليتنا نسير بدرب العبد الثالث!، أما العبد الأول فلغته لا نعرفها فلا نخوض بالكلام في إرادته وطلبه، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه!.
وحيث إن عمل العبد على حسب شاهده فسوف أكتب هنا شواهد السائر إلى الله والدار الآخرة مما يُبين ويُوضح معنى ما سبق إن شاء الله:
الشاهد الأول: قال ابن القيم - رحمه الله -: (فأول شواهد السائر إلى الله والدار الآخرة أن يقوم به شاهد من الدنيا وحقارتها وقلّة وفائها وكثرة جفائها وخِسَّة شركائها وسرعة انقضائها، ويرى أهلها وعشاقها صرعى حولها قد بَدّعَتْ بهم وعذبتهم بأنواع العذاب وأذاقتهم أمَرَّ الشراب، أضحكتهم قليلاً وأبكتهم طويلاً، سقتْهم كؤوس سمّها بعد كؤوس خمرها فسكروا بحبها وماتوا بهجرها.
الشاهد الثاني: فإذا قام بالعبد هذا الشاهد منها ترحَّل قلبه عنها وسافر في طلب الدار الآخرة وحينئذ يقوم بقلبه شاهد من الدار الآخرة ودوامها وأنها هي الحيوان حقاً، فأهلها لا يرتحلون منها ولا يظعنون عنها، بل هي دار القرار ومحطّ الرحال ومنتهى السير، وأن الدنيا بالنسبة إليها كما قال