مراد الكتاب هو حب الله وإرادته لذاته وليس تحقير نعيم الجنة كالحور وغيرها.

التحذير من إرادة السوى!.

الحكمة من غض البصر عن مشاهدة الصور الجميلة.

وإذا كان الأنس به سبحانه في الدنيا - كما يقول ابن القيم (?) - أعلى من الأنس بما يرجوه العابد من نعيم الجنة فالأمر إذاً عظيم، والاقتصار على التعلق بالحور العين قصورٌ ونقص!.

ثم قال ابن القيم - رحمه الله -: (وإرادة السِّوَى (?) توقف السالك وتنكس الطالب وتحجب الواصل، فإياك وإرادة السوى وإن علا!، " تأمل قوله: وإن علا " فإنك تُحجب عن الله بقدْر إرادتك لغيره، قال تعالى عن عباده المقربين: {إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً} (?) انتهى (?).

وليس المراد أن المؤمن لا يريد من الله، أو يَحتقر مَا عظَّمَه الله من نعيم الجنة كالْحُور والمآكل والمساكن وغيرها، وإنما المقصود معرفة حقيقة العبودية وألاّ يحتجب العبدُ عن إرادة رَبِّه لذاته ولو لم يكن هناك جنةً ولا ناراً (¬5).

ولو لم يوجب محبة الله عز وجل إلا أنه خالق العبد ومالكه وسيّده، كيف ما يتصف به سبحانه من صفات الجمال والكمال والقلوب مفطورة على حب الصُّوَر الجميلة لكن المؤمن مُتعَبَّد بغَضِّ بَصَره لئلاّ تَنْتَقِش

طور بواسطة نورين ميديا © 2015