وحسن إن عطف ما بعده على ما قبله تَبْتِيلًا تامّ، لمن قرأ رَبُّ بالرفع خبر مبتدإ محذوف، أو رفعه بالابتداء، والخبر جملة: لا إله إلا هو، وبها قرأ أبو عمرو وعبد الله بن
كثير ونافع وحفص عن عاصم وليس بوقف لمن جرّه على البدل، من ربك، ومثله في عدم الوقف من جرّه بقسم مضمر كقولك: الله لأفعلنّ، وجوابه لا إله إلا هو، ونسب هذا لابن عباس. قال أبو حيان: ولا يصح هذا عن ابن عباس، لأن فيه إضمار الجارّ ولا يجيزه البصريون إلا مع لفظ الجلالة: ومن قرأه بالجر وهو حمزة والكسائي وابن عامر وأبو بكر عن عاصم فلا يقف على: تبتيلا لا إِلهَ إِلَّا هُوَ حسن وَكِيلًا كاف، وكذا: جميلا، ومثله: قليلا أَلِيماً جائز، إن نصب يوم بمقدّر مفعولا به، وكان من عطف الجمل، وليس بوقف إن جعل ظرفا لقوله: إن لدينا أنكالا، والمعنى إن لدينا أنكالا في هذا اليوم وَالْجِبالُ الأول حسن مَهِيلًا تامّ رَسُولًا الثاني حسن. على استئناف ما بعده وَبِيلًا كاف إِنْ كَفَرْتُمْ قال نافع: تامّ، وغلطه في ذلك جماعة منهم أبو حاتم وجعلوا يوما منصوبا بتتقون نصب المفعول به على المجاز على حذف مضاف، أي: واتقوا عذاب الله يوما، واختاره أبو علي النحوي، أو التقدير فكيف تتقون يوما الذي من شدّته كذا وكذا، وليس ظرفا، لأن الكفر لا يكون يوم القيامة، أي: كيف تتقون أنفسكم عذاب يوم يجعل الولدان شيبا. وقال الأخفش: الوقف كفرتم وجعل يوما منصوبا على الظرف وجعل الفعل لله تعالى، والتقدير يجعل الله الولدان شيئا في يوم، وهذا ليس بمختار، والأصح أن الضمير في يجعل اليوم، ولا يجوز نصبه على الظرف، لأنهم لا يكفرون ذلك اليوم، بل يؤمنون لا محالة
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .