وكذا: للمتقين فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ كاف، ومثله: مهتدون الْمَشْرِقَيْنِ حسن، على القراءتين، أعني جاءنا بالإفراد وجاءانا بالتثنية، فالذي قرأ بالإفراد أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم، وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وأبو بكر عن عاصم جاءانا بالتثنية يعني الكافر وشيطانه الْقَرِينُ تامّ إِذْ ظَلَمْتُمْ جائز: لمن كسر همزة أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ وهو ابن ذكوان على الاستئناف وفاعل ينفعكم ضمير دلّ عليه قوله: يا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ وهو التبرّي، والتقدير: ولن ينفعكم اليوم تبرّى بعضكم من بعض، وليس بوقف لمن قرأ أَنَّكُمْ بفتح الهمزة، لأنه فاعل ينفعكم فلا يفصل منه، وقيل: فاعل ينفعكم الإشراك، أي: ولن ينفعكم إشراككم في العذاب بالتأسي كما ينفع الاشتراك في مصائب الدنيا فيتأسى المصاب بمثله، ومنه قول الخنساء:
ولولا كثرة الباكين حولي ... على موتاهم لقتلت نفسي
وما يبكون مثل أخي ولكن ... أعزّي النفس عنهم بالتّأسّي
وفاعل ينفعكم التمني، أي: لن ينفعكم تمنيكم، أو لن ينفعكم اجتماعكم، أو ظلمكم، أو جحدكم مُشْتَرِكُونَ كاف، ومثله: مبين مُنْتَقِمُونَ جائز، لكونه رأس آية، لأن قوله: أَوْ نُرِيَنَّكَ عطف على قوله: فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ مُقْتَدِرُونَ كاف، ومثله: إليك، للابتداء بأنه، ومثله: مستقيم، وكذا: ولقومك للابتداء بالتهديد مع أن المعنى، وسوف
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .