سورة الشورى مكية (?)
كلمها ثمانمائة وست وستون كلمة، وحروفها ثلاثة آلاف وخمسمائة وثمانية وثمانون حرفا، وآيها خمسون أو إحدى أو ثلاث آيات، ورسموا حم مقطوعة عن عسق ولم يقطعوا كهيعص لأن الحواميم سور متعددة، فجرت مجرى نظائرها، أو لأن حم مبتدأ وعسق خبر، فهما كلمتان وكهيعص كلمة واحدة، وتقدم الكلام على الوقوف ومعاني الحروف.
حم عسق تامّ، على أن التشبيه بعد مبتدأ، أي: مثل ذلك الوحي، أو مثل الكتاب يوحى إليك وإلى الذين من قبلك من الرسل، ووقف بعضهم على كذلك. ثم ابتدأ يوحي بكسر الحاء، أي: يوحي الله إيحاء مثل الإيحاء السابق الذي كفر به هؤلاء، ويوحي مبني للفاعل والجلالة فاعل، وقرأ ابن كثير يوحى بفتح الحاء بالبناء للمفعول، ونائب الفاعل ضمير يعود على كذلك لأنه مبتدأ، أي: مثل ذلك الإيحاء يوحي هو إليك، فمثل مبتدأ، ويوحي هو إليك خبره أو النائب إليك بإضمار فعل، أي: يوحيه الله إليك. وهذا مثل قوله:
يسبح له فيها بالغدوّ والآصال بفتح الباء مِنْ قَبْلِكَ حسن، على قراءة ابن كثير، وليس بوقف على قراءة يوحى مبنيّا للفاعل، لأن فاعل يوحي لم يأت
ـــــــــــــــــــــــــ
سورة الشورى مكية إلا قوله: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً، الآيات الأربع فمدني.
وتقدم الكلام على حم عسق وإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ كاف، لمن قرأ:
نوحي إليك بالنون وكسر الحاء أو بالياء وفتح الحاء، وليس بوقف لمن قرأه بالياء وكسر