استعذت بالله من الشيطان الرجيم فاقرأ القرآن لوجب على كل مستعيذ بالله من الشيطان أن يقرأ القرآن، وليس الأمر كذلك. وأما أوّل التوبة، فمن كان مذهبه التسمية وصل آخر الأنفال بأوّل التوبة معربا، ومنهم من وصل غير معرب كأنه واقف واصل كراهة أن يأتي بالتسمية في أوّل التوبة، والوقف على آخر التعوّذ تامّ لأن الاستعاذة لا تعلق لها بما بعدها لا لفظا ولا معنى، لأنا مأمورون به عند التلاوة، وإن لم يكن من القرآن.
واختلف في البسملة فقيل إنها ليست من القرآن؛ وإنما كتبت للفصل
ـــــــــــــــــــــــــ
بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، فبعد وإذ كلمتان، لأن إذ هنا عاملة للجرّ في الجملة بعدها، فلا تكون مبنية مع غيرها، وجميع ما ذكر يعرف اتصاله وانفصاله من جهة المعنى، لا من جهة صورة الخط، وكل ما في كتاب الله تعالى من قوله: أمّن، فهو بميم واحدة إلا في أربعة مواضع فبميمين، وهي: أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا في النساء، وأَمْ مَنْ أَسَّسَ في التوبة، وأَمْ مَنْ خَلَقْنا في الصافات، وأَمْ مَنْ يَأْتِي آمِناً في فصلت، وكل ما فيه من قوله: فَإِنْ لَمْ*، فهو بنون إلا قوله: فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ في هود، وكل ما فيه من قوله عما فهو بغير نون إلا قوله تعالى: عَنْ ما نُهُوا