عبر عن الظالمين بقوم فرعون، ووسموا بالظلم لأنهم ظلموا أنفسهم بالكفر، وقرئ ألا يتقونِ بكسر النون، أي: يتقونني فحذفت النون لاجتماع النونين، وحذفت الياء للاكتفاء عنها بالكسرة قَوْمَ فِرْعَوْنَ حسن، للعدول عن الأمر إلى الاستفهام، وذلك موجب للوقف، ومن قرأ يتقون بالتحتية كان زيادة في الحسن، ومن قرأه بالتاء الفوقية كان كلاما واحدا يُكَذِّبُونِ حسن، لمن قرأ وَيَضِيقُ، ويَنْطَلِقُ بالرفع فيهما على الاستئناف أو عطفا على أَخافُ كأنه قال: إني أخاف تكذيبهم إياي ويضيق منه صدري ولا ينطلق لساني، فالرفع يفيد ثلاث علل: خوف التكذيب، وضيق الصدر. وامتناع انطلاق اللسان، وليس بوقف لمن قرأ بنصب القافين عطفا على: يكذبون لِسانِي حسن، على القراءتين واستئناف ما بعده إِلى هارُونَ جائز أَنْ يَقْتُلُونِ حسن. قال نافع وأبو حاتم: كلا ردّ لقوله: إني أخاف، أي: لا تخف فإنهم لا يقدرون على ذلك، ولا يصلون إليه، ثم يبتدئ: فاذهبا بآياتنا بِآياتِنا حسن مُسْتَمِعُونَ كاف رَسُولُ رَبِّ الْعالَمِينَ ليس بوقف، لأن ما بعده منصوب بما قبله، أي:
أرسلنا بأن أرسل بني إسرائيل لتزول عنهم العبودية، لأن فرعون استعبد بني إسرائيل بَنِي إِسْرائِيلَ كاف سِنِينَ جائز الْكافِرِينَ كاف، ومثله:
الضالين لَمَّا خِفْتُكُمْ جائز الْمُرْسَلِينَ كاف، للاستفهام بمحذوف تقديره أو تلك، قاله الأخفش. وقيل: الاستفهام لا يضمر ما لم يأت بعده أم، وليس في الآية ذكر أم كما ترى أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائِيلَ كاف، ومثله:
وما ربّ العالمين، وكذا: موقنين، وتستمعون، والأوّلين، ولمجنون، وتعقلون، ومن المسجونين، وبشيء مبين، والصادقين، كلها وقوف كافية فَأَلْقى
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .