كاف، ومثله: من زينتهنّ.
واعلم أن كل ما في كتاب الله تعالى من يا أَيُّهَا* يوقف عليه بالألف إلا في ثلاثة مواضع يوقف عليها بغير ألف: أيه المؤمنون هنا، وأيه الساحر في الزخرف، وأَيُّهَ الثَّقَلانِ في الرحمن، رسمت هذه الثلاثة بغير ألف بعد الهاء اتباعا لمصحف عثمان اكتفاء بالفتحة عن الألف الْمُؤْمِنُونَ ليس بوقف، لأن حرف الترجي لا يبتدأ به، لأنه في التعلق كلام كي تُفْلِحُونَ تامّ، لتناهي المهيات، ومثله: وإمائكم مِنْ فَضْلِهِ حسن واسِعٌ عَلِيمٌ تامّ، ومثله: من فضله، لأن والذين يبتغون مبتدأ خبره الجملة إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْراً كاف، فصلا بين الأمرين، وهما فكاتبوهم وآتوهم، لأن قوله: فَكاتِبُوهُمْ على الندب، وقوله: وَآتُوهُمْ مِنْ مالِ اللَّهِ على الإيجاب، وهو قول الشافعي وليس بوقف على قول من قال إنهما واجبان وكذا على قول من قال: ليس بواجب على السيد أن يكاتب عبده، ولا أن يعطيه شيئا، وإنما يستحب له أن يسقط عنه شيئا من آخر نجومه، وهو قول الإمام مالك، والمراد بقوله: خيرا المال، أو القوّة على الكسب أو الصلاح أو الأمانة، والآية تقتضي عدم الأمر عند انتفاء الخيرية وانتفاء الأمر يصدق بالجواز الَّذِي آتاكُمْ تامّ، إن أردن تحصنا، أي: أو لم يردن، فمفهوم الشرط معطل، لأن الإكراه لا يكون مع الإرادة، فالنهي عن الإكراه مشروط بإرادة التعفف، أما إن كانت مريدة للزنا فلا يتصور الإكراه إِنْ أَرَدْنَ
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .