فَاعْبُدْنِي جائز. وقيل: لا يجوز للعطف لِذِكْرِي تامّ، واستحسن أبو جعفر أن خبر أكاد محذوف تقديره: أكاد أظهرها، أو آتى بها لقربها إلا إن كان أخفى من الأضداد بمعنى الإظهار، فالوقف على أكاد والأكثر على الوصل.
وحاصل معنى الآية أنه يحتمل الظهور والستر، فإذا كان معناها الظهور اتصلت بما بعدها في المعنى تقديره: أظهرها لتجزى، وإذا كان معناها الستر تعلقت اللام بما قبلها، أي: هي آتية لتجزى وهو تفصيل حسن بِما تَسْعى كاف، ومثله: فتردى يا مُوسى كاف عَلى غَنَمِي جائز أُخْرى كاف يا مُوسى جائز تَسْعى كاف، سيرتها الأولى، كذلك على استئناف ما بعده، وليس بوقف إن عطف على: خذها، وعليه فلا يوقف على، لا تخف، ولا على: الأولى آيَةً أُخْرى جائز، إن أضمر فعل بعدها، أي:
فعلنا ذلك لنريك من آياتنا، فمن آياتنا مفعول لنريك. والثاني الكبرى، أو من آياتنا المفعول الثاني، والكبرى صفة لآياتنا، وهو المختار الْكُبْرى تامّ، لاستئناف الأمر طَغى كاف مِنْ لِسانِي ليس بوقف، لأن قوله:
يَفْقَهُوا قَوْلِي جواب قوله: واحلل عقدة يَفْقَهُوا قَوْلِي جائز، ومثله:
من أهلي، إن نصب هارون بفعل مقدّر، أي: أخص هارون، وكذا يوقف على أهلي إن جعل أخي مبتدأ واشدد خبره، وليس من أهلي بوقف إن جعل هارون بدلا من وزيرا، ويوقف على أهلي إن جعلت همزة أشدد همزة وصل، وليس أهلي، وكذا: أخي بوقف على قراءة ابن عامر، أشدد بفتح همزة المتكلم وجزم الفعل جوابا للأمر في قوله: واجعلي لي وزيرا، فكأنه قال: اجعل لي وزيرا اشدد
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .