تامّ، لأن موسى استأنف الدعاء فقال: رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا قال ابن عباس: صارت دراهمهم حجارة منقوشة صحاحا أثلاثا وأنصافا ولم يبق معدن إلا طمس الله عليه فلم ينتفع به أحد، واشدد على قلوبهم، أي: امنعها من الإيمان فلا يؤمنوا، ولا حجة بدعاء موسى على فرعون بما ذكر على جواز الدعاء على الظالم بسوء الخاتمة للفرق بين الكافر الميئوس منه والمؤمن العاصي المقطوع له بالجنة، إما أولا أو ثانيا بل يجوز الدعاء على الظالم بعزله لزوال ظلمه بذلك كان ظالما له أو لغيره أو بمؤلمات في جسده، ولا يجوز الدعاء عليه بسوء الخاتمة، ولا بفقد أولاده، ولا بوقوعه في معصية الْأَلِيمَ حسن فَاسْتَقِيما كاف لا يَعْلَمُونَ تامّ بَغْياً وَعَدْواً حسن، حَتَّى إِذا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ ليس بوقف لأن قال جواب إذا، فلا يفصل بينها وبين جوابها قالَ آمَنْتُ حسن، لمن قرأ إنه بكسر الهمزة على الاستئناف، وبها قرأ حمزة والكسائي ويحيى بن وثاب والأعمش، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وعاصم بفتحها لأن أن منصوبة به لأن الفعل لا يلغى إذا قدر على إعماله، وعلى قراءته بفتحها لا يوقف على آمنت بَنُوا إِسْرائِيلَ جائز مِنَ الْمُسْلِمِينَ كاف. وقيل تامّ: لأن ما بعده ليس من كلام فرعون. قال السدّي: بعث الله ميكائيل. فقال له أتؤمن الآن وقد عصيت قبل. وروى أن جبريل سدّ فاه عند ذلك بحال البحر ودسه به مخافة أن تدركه الرحمة، وليس هذا رضا بالكفر لأن سدّه سدّ باب الاحتمال البعيد، ولا يلزم من إدراك الرحمة له صحة إيمانه، لأنه في حالة اليأس لأنه لم يكن مخلصا في إيمانه ولم يكره جبريل إيمانه، وإنما فعل ذلك غضبا لله تعالى لا رضا بكفره،
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .