أليما، وهو الثاني، ما على المحسنين من سبيل، ألّا يجدوا ما ينفقون من المهاجرين والأنصار، وتفريقا بين المؤمنين فيقتلون ويقتلون، أن يستغفروا للمشركين ما يتقون، أنهم يفتنون عاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كاف، ورأس آية غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ ليس بوقف لعطف وأن الله على ما قبله الْكافِرِينَ كاف، إن لم يعطف وأذان على براءة يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ حسن، على قراءة الحسن البصري، إن الله بكسر الهمزة على إضمار القول وليس بوقف لمن فتحها على تقدير بأن، لأن أن متعلقة بما قبلها وموضعها إما نصب أو جر، وهي قراءة الجماعة ورسولُه كاف، إن رفع ورسوله عطفا على مدخول إن قبل دخلوها، إذ هو قبلها رفع على الابتداء أو رفع عطفا على الضمير المستكنّ في بريء، أي: بريء هو ورسوله، وإن رفع على الابتداء والخبر محذوف تقديره ورسوله بريء منهم، وحذف الخبر لدلالة ما قبله عليه فعليه يحسن الوقف على المشركين ولا يحسن على ورسوله، وقد اجتمعت القراء على رفع ورسوله إلا عيسى بن عمرو، ابن أبي إسحاق فإنهما كانا ينصبان، فعلى مذهبهما يحسن الوقف على ورسوله ولا يحسن على المشركين لأن ورسوله عطف على لفظ الجلالة، أو على أنه مفعول معه، وقرأ الحسن ورسوله بالجر على أنه مقسم به: أي ورسوله إن الأمر كذلك وحذف جوابه لفهم المعنى، وعليها يوقف على المشركين أيضا. وهذه القراءة يبعد صحتها عن الحسن للإيهام، حتى يحكى أن أعرابيا سمع رجلا يقرأ ورسوله بالجرّ. فقال الأعرابي:
إن كان الله بريئا من رسوله فأنا بريء، فأنفذه القارئ إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، فحكى الأعرابي الواقعة، فحينئذ أمر بتعليم العربية، ويحكى أيضا عن عليّ كرّم الله وجهه، وعن أبي الأسود الدؤلي. قال أبو البقاء: ولا يكون ورسوله عطفا على من المشركين لأنه يؤدي إلى الكفر. وهذا من الواضحات اه.
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .