الله، وأخرى كافرة تقاتل في سبيل الطاغوت، فحذف من الجملة الأولى ما أثبت مقابله في الجملة الثانية، ومن الثانية ما أثبت مقابله في الأولى، وهو من النوع المسمى بالاحتباك من أنواع البديع، وهي قراءة العامة. وليس بوقف لمن قرأ فئة بالجرّ تقاتل في سبيل الله، وأخرى كافرة صفة، أو بدل من فئتين بدل تفصيل نحو: [البسيط]
حتّى إذا ما استقلّ النجم في غلس ... وغودر البقل ملويّ ومحصود
أي بعضه ملوي وبعضه محصود، ويجوز عربية نصب فئة، وكافرة على الحال من الضمير: أي التقتا مختلفتين، وقرئ فئة بالنصب على المدح: أي أمدح فئة وأخرى كافرة بالنصب على الذمّ: أي وأذم أخرى، وعلى هاتين القراءتين ليس بوقف، والوصل أولى، رَأْيَ الْعَيْنِ حسن. وقيل كاف مَنْ يَشاءُ تام لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ أتمّ منه ولا وقف من قوله: زين للناس إلى والحرث، لأن العطف صيرها كالشيء الواحد وَالْحَرْثِ حسن، ومثله:
الدنيا الْمَآبِ تامّ. قال السدّي: حسن المنقلب هو الجنة، أصل المآب المأوب نقلت حركة الواو إلى الهمزة الساكنة قبلها فقلبت الواو ألفا، وهو هنا اسم مصدر: أي حسن الرجوع مِنْ ذلِكُمْ كاف: لتناهي الاستفهام إلى الإخبار ثم يبتدئ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ برفع جنات على الابتداء،
ـــــــــــــــــــــــــ
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .