كَانَت قبلي الْمدرسَة العصرونية والمسرورية وَغَرْبِيٌّ الصمصامية الَّتِي كَانَت شمَالي الخاتونية الَّتِي زقاقها يسْلك مِنْهُ إِلَى البيمارستان النوري والى ذَلِك الزقاق يفتح بَابهَا
هَذَا مَا حَكَاهُ النعيمي وَتَبعهُ العلموي والبقاعي ولعلها كَانَت مَوْجُودَة فِي زمنهم وَأما فِي زمننا فَلَا رسم لَهَا وَلَا اثر وسأفصل موضعهَا وَأَقُول
انك إِذا وقفت على درج بَاب الْبَرِيد ثمَّ سرت مغربا فانك لَا تسير قَلِيلا حَتَّى ترى عَن يَمِينك مبدأ سوق العصرونية فَإِذا دخلت وسرت إِلَى نَحْو من نصفه كَانَت الْمدرسَة العصرونية عَن يَمِينك ثمَّ بعْدهَا إِلَى الغرب الخاتونية الصُّغْرَى وإمامها فِي الْجِهَة الشمالية العادلية الصُّغْرَى وَبعدهَا إِلَى الغرب دَار الحَدِيث الأشرفية وَسَيَأْتِي الْكَلَام على هَذِه الْمدَارِس فِي محالها إِن شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ إِذا خلصت من السُّوق وجدت القلعة أمامك فَإِذا اتجهت إِلَى الْجنُوب وسرت إِلَى طَرِيق البيمارستان النوري لم يكن هُنَالك مدارس أبدا وَلم تَجِد إِلَّا البيمارستان وبجانبه بَاب وَله اسكفة من الْحجر مَكْتُوب عَلَيْهِ مَا يدل على انه بَاب الْمدرسَة الخاتونية لَكِنَّهَا صَارَت الْآن دَارا للسُّكْنَى واخبرني بعض الثِّقَات انه كَانَ يعرف زقاقا بِجَانِب العصرونية الجنوبي وَفِي آخِره دَار على هَيْئَة مدرسة فَلَمَّا فتحت سوق الحميدية ادخل هَذَا الْبناء فِي السُّوق وَلم يبْق لَهُ رسم وَلَا طلل وَمهما يكن فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تكون قد صَارَت دورا للسُّكْنَى واخبرني بعض الثِّقَات انه كَانَ يعرف زقاقا بِجَانِب العصرونية الجنوبي وَفِي التَّنْصِيص على أَنَّهَا كَانَت أثرا فِي محلهَا وذخرا لواقفها
انشأ هَذِه الدَّار الشَّيْخ وجيه الدّين مُحَمَّد بن الإِمَام الرئيس شيخ الأكابر وَشَيخ الْحَنَابِلَة فِي وقته أَبُو الْمَعَالِي عُثْمَان بن المنجا التنوخي الدِّمَشْقِي ولد المترجم سنة ثَلَاثِينَ وسِتمِائَة وَتوفى سنة إِحْدَى وَسَبْعمائة وَكَانَ صَدرا مُحْتَرما دينا ذَا ثروة ومتاجر وبر وأوقاف انشأ دَار الْقُرْآن هَذِه ورباطا بالقدس وَكَانَ مُحدثا فَاضلا ولي نظارة