والتوكل عليه ... ويتبع ذلك العلم بملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر وتفاصيل ذلك، والعلم بأوامر الله، ونواهيه، وشرائعه، وأحكامه، وما يحبه من عباده من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وما يكرهه من عباده من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة.
"ومن جمع هذه العلوم من العلماء الربانيين، العلماء بالله العلماء بأمره، وهم أكمل ممن قصر علمه على العلم بالله دون العلم بأمره وبالعكس. وشاهد هذا النظر في حال الحسن، وابن المسيب، والثوري، وأحمد وغيرهم من العلماء الربانيين، وحال مالك بن دينار، والفضيل بن عياض، ومعروف الكرخي، وبشر الحافي وغيرهم من العارفين، فمن قايس الحالين عرف فضل العلماء بالله بأمره على العلماء بالله فقط، فما الظن بتفضيل العلماء بالله وبأمره على العلماء بأمره فقط، فإن هذا واضح لا خفاء فيه" 1.
والقسم الثاني:2 معرفة مخرج خبر الدين وشرائعه، وذلك معرفة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي شرح الله الدين على لسانه ويده، ومعرفة أصحابه الذين أدّوا ذلك عنه، ومعرفة الرجال الذين حملوا ذلك عنهم، وطبقاتهم، ومعرفة الخبر الذي يقطع العذر لتواتره وظهوره.
والثالث: معرفة السنن وواجبها وأدبها وعلم الأحكام، وفي ذلك يدخل خبر الخاصة والعدول، ومعرفته، ومعرفة الفريضة من النافلة، ومخارج الحقوق، والتداعي، ومعرفة الإجماع والشذوذ.
قالوا: ولا يوصل إلى الفقه إلا بمعرفة ذلك، وبالله تعالى التوفيق" اه. ملخصاً.