ولكن هذا القسم الصغير لما وصل بعضه أسوار المدينة عنفهم النساء اللواتي كن هناك في الآطام (?) وعلى التلال يرقبن المعركة .. عنف النساء هؤلاء الرجال المنهزمين وحَثَتْ الزوجات التراب في وجوه أزواجهن، ونبهنهم إلى أن الرسول لم يُقْتَل.
فعاد هؤلاء المنهزمون أدراجهم مسرعين نحو المعركة، ولكنه لم يتمكنوا من الاتصال بالنبي - صلى الله عليه وسلم - إلا بعد انتهاء المعركة، ويقال أن بعضًا من هؤلاء المنهزمين لم يرجعوا إلا بعد ثلاثة أيام من المعركة، وهؤلاء هم الذين قال لهم النبي - صلى الله عليه وسلم -، لقد ذهبتم فيها (أي الهزيمة) عريضة، أو كما قال:
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذه الفئة المنهزمة ونص على أن الله تعالى عفا عنهم، فقال تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (?).
أما القسم الأكبر من سواد الجيش المطوّق، فقد حدث ارتباك شديد داخل صفوفه، وانهارت الروح المعنوية (أو كادت) في نفوس بعض أفراده الذين أصابهم الذهول بعد الانتكاسة، وخاصة عندما سرت بينهم إشاعة مصرع النبي الأعظم - صلى الله عليه وسلم - ولقد كان والد حذيفة بن اليمان (?)