إلى أبيّ بن كعب (?) ليقرأه عليه، وبعد أن عرف الرسول - عليه السلام - مضمون رسالة عمه العباس، طلب من أُبيّ بن كعب أن يكتم الخبر، ولا يبوح لأَحد منه بشيء.
ونهض - صلى الله عليه وسلم - من فوره، وعاد إلى المدينة. وأخذ في الاتصال بقادة المهاجرين والأَنصار، ليتداول معهم الأَمر لمواجهة الموقف.
وكان - صلى الله عليه وسلم - قد استدعى سيد الأَنصار سعد بن الربيع وأَطلعه على خبر رسالة العباس. فقال والله إني لأَرجو أن يكون خيرًا، فاستكتمه إياه. فلما خرج رسول - صلى الله عليه وسلم - من عند سعد، قالت له امرأَته، ما قال لك رسول الله؟ ؟ .
فقال لها لا أُمّ لك وأنت وذاك، فقالت قد سمعت ما قال لك، وأخبرته بما أسرّ به إليه الرسول - صلى الله عليه وسلم - فاسترجع سعد، وأَخذ بيد زوجته ولحق برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأَخبره خبرها، وقال: يا رسول الله، إني خفت أن يفشو الخبر فترى أنى أَنا المفشى له وقد استكتمتني إياه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خلّ عنها.