ولشدة الإرجاف وقوة الإشاعة بقى كثير من المسلمين مترددين في تصديق خبر انتصار المسلمين.
قال أسامة بن زيد (?) لقد جئت أبي (وهو أحد مبعوثي النبي من بدر بخبر النصر) حتى خلوت به فقلت له أحق ما تقول؟ ؟ فقال أي والله، حق ما أقول.
قال أسامة فقويت نفسي ورجعت إلى ذلك المنافق، فقلت له، أنت المرجف برسول الله وبالمسلمين، لتقدمنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا قدم فليضربن عنقك، فقال المنافق (متخاذلا) إنما هو شيء سمعته من الناس يقولونه.
وبالرغم من تأكيد الرسولين (ابن حارثة وابن رواحة) خبر نصر المسلمين وهزيمة المشركين، فقد ظل اليهود والمنافقون يقاومون ما قرع آذانهم من بشائر الفوز المحقق، واستمروا في مكابرتهم حتى أخرستهم الحقيقة الملموسة المجسدة التي لا تجدى معها إشاعة أو إرجاف.