وجيشهم الفتى الصغير .. إذا بصوتي عبد الله بن رواحة وزيد بن حارثة (?) يهزان أنحاء المدينة تهليلا وتكبيرًا معلنين انتصار المسلمين الكامل وهزيمة المشركين الساحقة وقرب قدوم النبي - صلى الله عليه وسلم - وجيشه سالمين غانمين فعمت البهجة والسرور نفوس المسلمين، وزالت عنهم جميع الهواجس المزعجة التي انتابتهم نتيجة الإشاعات الكاذبة والإرجاف المقصود الذي نظمه اليهود والمنافقون.
وبالرغم من وصول البشير بنصر المسلمين وهزيمة المشركين، فقد حاول اليهود والمنافقون تكذيب أنباء الانتصار التي وصل بها البريد النبوي من بدر.
فاستمروا في إرجافهم، حتى إن أحد المنافقين عندما رأَى زيد بن حارثة - أحد المبشرين بالنصر - راكبًا القصواء ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحضور أبي لبابة الأنصاري قال: لقد قتل محمد وهذه ناقته نعرفها، وهذا زيد لا يدرى ماذا يقول من الرعب، وجاء فلا (?) وقالت اليهود ما جاء زيد إلا فلا.