ليغزونا محمد إن صدقنى ظنى وهو صادق (?).
واجتمعت قريش في دار الندوة للبحث والتشاور بصدد الجريمة التي شاركوا فيها. واتفقت آراؤهم على أن ما حدث منهم ومن بني بكر. هو نقض صريح للعهد. وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا بد وأن يتخذ إجراءًا عسكريًا حاسمًا للرد على هذا التصرف الذي هو خرق فاضح للهدنة المعقودة بين الفريقين في الحديبية.
وكان عبد الله بن سعد بن أبي سرح (?) -وهو عند قريش كافر مرتد- يحضر اجتماعات دار الندوة لبحث التطورات التي تتوقعها قريش من جانب المسلمين على أثر النقض الفاضح للعهد الذي بين الفريقين. فقال لهم عبد الله بن سعد بن أبي سرح: إن عندي رأيًا أن محمدًا ليس يغزوكم حتى يُعذِرَ إليكم ويخيرّكم في خصال، كلها أهون عليكم من غزوه. قالوا: ما هي؟ .
قال: وكان عالمًا بأخلاق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأنه كان يكتب الوحى: يرسل أن أدوا قتلى خزاعة "وهم ثلاثة وعشرون قتيلًا". أو تبرأوا من حلف من نقض العهد بيننا -بنو نفاثة- أو نبذ إليكم الحرب، فما عندكم في هذه الخصال؟
قال القوم: آخر ما قال ابن أبي سرح وكان به عالمًا. فقال سهيل بن عمرو: ما خصلة أيسر علينا من التبرؤ من حلف بني نُفاثة: قال شيبة بن عثمان العبدرى حفظت أخوالك وغضبت لهم! قال سهيل: وأبو قريش لم تلده خزاعة. قال شيبة: لا. ولكنا ندى قتلى خزاعة، فهو أهون علينا. فقال قرطة بن عبد عمرو: لا والله لا يودن ولا نبرأ من حلف نُفاثة بن