سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية ورفاقهما من قريش المشتركين في الجريمة تأثروا بكلام الحارث بن هشام. فذهبوا إلى شريكهم في نقض العهد نوفل بن معاوية. ومنعوه من الاستمرار في قتل خزاعة قائلين: قد رأيت الذي صنعنا بك وأصحابك وما قتلت من القوم. وأنت قد حضرت تريد قتل من بقى منهم. وهذا مالا نطاوعك عليه فاتركهم لنا. فقال: نعم فأوقف القتل. ثم غادر بقومه مكة (?).
وبعد أن ارتكب بنو بكر بن كنانة ومن ساندهم من سادات قريش ما ارتكبوا من الغدر بخزاعة. ندمت قريش وخافت. بعد أن أدركت أن صنيعها هو نقض صريح للعهد الذي أبرمته في الحديبية. لا سيما وأن الذين وقعوا نيابة عن قريش على وثيقة صلح الحديبية. (سهيل بن عمرو. ومكرز بن حفص. وحويطب بن العزى) قد اشتركوا في جريمة الغدر بخزاعة مستغلين ومغتنمين هدنة الحديبية.
قالوا: ومشى الحارث بن هشام (?) وعبد الله بن أبي ربيعة (?) إلى أبي سفيان بن حرب منددين بما حدث قائلين: هذا أمر لا بد له من أن يصلح والله لئن لم يصلح هذا الأمر لا يروعكم إلا محمد في أصحابه. فلما رأى أبو سفيان ما رأى من الشر قال: هذا والله أمر لم أشهده ولم أغب عنه، لا حُمِلَ هذا إلا علي، ولا والله ما شوورت ولا هويت حيث بلغني! والله