(تربة) يوم ذاك من منازلهم. كانت هذه الدورية تتكون من ثلاثين راكبًا .. كان هدفها على ما يظهر الاستطلاع والحصول على المعلومات وجس نبض هذه القبائل المعادية.
وقد كانت هذه الدورية موجهة إلى عجز هوازن (وهم بنو نصر بن معاوية وبنو جشم (?) بن بكر).
قال ابن سعد في طبقاته الكبرى: ثم سرية عمر بن الخطاب إلى تربة في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالوا: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمر بن الخطاب في ثلاثين رجلًا إلى عجز هوازن بتربة وهي ناحية العبلات على أربع ليال من مكة طريق صنعاء ونجران. ومعه دليل من بني هلال (?) فكان يسير بالليل ويكمن النهار اهـ.
وبالرغم من أن المسافة التي قطعتها هذه الدورية الصغيرة بين المدينة وتربة. لا تقل عن ثلاثمائة ميل وبالرغم من كثرة هوازن المقصودين بهذه الدورية. فإنهم قد هربوا بمجرد علمهم بقرب مقدم عمر بن الخطاب.
قال الواقدي: وأتى الخبر هوازن فهربوا. وجاء عمر محالهم فلم يلق منهم أحدًا. اهـ.
ويظهر أن عمر بن الخطاب. قد تلقى من النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما أسند إليه قيادة هذه الدورية -أمرًا بأن لا يتخطى في تحركاته حدود (تربة) بدليل أن ابن الخطاب لما وصل برجاله إلى (تربة) ووجد أن هوازن قد هربوا لمقدمه عاد إلى المدينة دون أن يلقى حربًا. ودون أن يتعقب أولئك الفارين الذين أمر بأن يطأ بلادهم.