فقد مزقت رياح النصر العاتية، سياج السيوف، واقتلعت غابات الرماح المزروعة حول أبي جهل حيث طارت هذه الرماح أمام حماس المسلمين وقوة بأسهم، وتخلى حرس الشرك عن قائده، أمام ضغط المسلمين المتزايد، الذين ساد هتافهم أرجاء المعركة وهم يرددون: أحد أحد.
وأهوت سيوف الإسلام إلى دعامة الشرك الكبرى، فخر أبو جهل صريعًا يتخبط في دمه، بعد أن قاتل قتالا ضاريًا.
وكان الذي صرع أبا جهل هو معاذ بن عمرو (?) بن الجموح الأنصاري، فقد عرفه وهو وسط غابة من الرماح التي أقامها أركان حربه حوله، فظل يترقبه، حتى سنحت له الفرصة، عندما بانت له فرجة في نطاق الرماح المضروبة حوله، فانقض نحوه كالصقر ثم ضربه ضربة بترت قدمه مع نصف ساقه، فخر صريعًا يتخبط في دمه (?)