ومن الناحية العسكرية فإنه لا يسع المنصف إلا أن يعترف لهذا الطاغية بالشجاعة الفذة، وأنه على مستوى أولئك القادة الشجعان الذين لا يهابون الموت عندما تلمع بروقه وتهدر رعوده، فقد أثبت أبو جهل (يوم بدر) أنه مثال ناطق للعناد والمكابرة، فقد ظل - بالرغم من نزول الهزيمة الساحقة بجيشه - يقاتل في شراسة وعناد وهو يقول:
ما تنقم الحرب الشَّموس منِّي ... بازِل عامين حديث سنِّي
لمثل هذا ولدتني أمي
وثبت معه جماعة من هيئة أركان حربه - فيهم ابنه عكرمة (?) وأخذوا يذبون عنه وضربوا حوله سياجًا من سيوفهم وأقاموا حواليه غابات من رماحهم يصدون بها كل من حاول الوصول إليه.
ولكن العاصفة كانت أقوى.