أَموالكم مع أَبي سفيان، قد عرض لها محمد وأَصحابه, لا أَرى أن تدركوها، الغوث الغوث.
وقد انزعجت مكة لهذا النبإِ الخطير انزعاجًا كبيرًا، قررت على أَثره في الحال تجهيز جيش قوى لإنقاذ العير، وبأَسرع ما يمكن.
وقد اشترك في تجهيز هذا الجيش بالرجال والمال جميع قبائل قريش، كما ضم جميع زعماء قريش وقادتها، ما عدا أَبى لهب الذي تأَخر لمرض أَلمّ به، وبعث عنه بديلا، وصفوان بن أُمية لأَن أباه وأَخاه ممن انخرط في سلك هذا الجيش.
وبعد تجهيز الجيش تذكر زعماءُ مكة ما بينهم وبين بني بكر من كنانة، من الحرب، وخافوا أَن تضربهم هذه القبائل من الخلف،
فيكونوا بين نارين، فكاد ذلك أَن يثنيهم عن الزحف لإِنقاذ العير غير أَن إِبليس تبدى لهم في صورة سراقة بن مالك بن جعشم، وكان
من أَشراف كنانة، وقال لهم أَنا جار لكم من أَن تأتيكم كنانة من خلفكم بشيء تكرهونه، فخرجوا سراعًا، قال ابن كثير في تاريخه (?)
(قلت)
وهذا معنى قوله تعالى {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ (47) وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ