فَأَحرَقَهَا وَخَرَّبَهَا, وَأَوسَعَ أَهلَهَا قَتلاً وَأَسرَاً, وَغَنِمَ أَموَالهُم وَدَوَابَهُم, وَلم يَترُكهُم إِلا بَعدَ أَن أَدَّبَهُم وَلَقَّنَهُم دَرسَاً قَاسِيًا.
ولمَّا ثَارَ عَليهِ الرَّافِضَةُ مِن جُندِ السُّودَانِ المُمتَعِضِينَ لِمَوتِ مُؤتَمِنِ الخِلافَةِ, غَضَبًا لمَقتَلِهِ أَرسَلَ لمحِلَّتِهِم المَعرُوفَةِ بِالمَنصُورَةِ فَأَحرَقَهَا عَلى أَموَالهم وَأَولادِهِم وَحَرَمِهِم, فَلَمَّا عَلِمُوا بِذَلِكَ وَلَّوا مُدبِرِينَ فَأَجرَى عَليهِم السَّيفَ, وَظَلَّ فِيهِم القَتلُ حَتَّى قَضَى أَخُو "صَلاحُ الدِّينِ" "تورَان شَاه" عَلى آخِرِهم في مَنطِقَةِ "الجِيزَةِ".
وأَمَّا مَوقِفُ شَيخِ الإِسلامِ "ابنِ تَيمِيَّةَ" وِجِهَادِهِ للرَّافِضَةِ فَقَد كَانَ وَاضِحًا في مَوقِفَينِ:
المَوقِفُ الأَوَّلُ: بَرَزَ في جَانِبِ التَّألِيفِ العِلمِيِّ للرَّدِّ عَلى بِدَعِهِم وَكُفرِيَّاتِهِم, وِكشفِ حَقِيقَةِ الرَّوَافِضِ وَبَيَانِ أَحوَالهِم وَحُكمِ الشَّرعِ فِيهِم, كَكِتَابِ "مِنهَاجُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ" وَغَيرِهِ.
وَالمَوقِفُ الثَّانِي: بَرَزَ في قِتَالِهِ العَمَلِيِّ لهُم حِينَ فَرَغَ مِن قِتَالِهِ لِلتَّتَارِ تَأدِيبًا لهُم لِمُشَارَكَتِهِم وَتَحَالُفِهِم مَعَ التَّتَارِ ضِدَّ المُسلِمِينَ.
وأَمَّا المَلِكُ المُظَفَّرُ "قُطُز"؛ فَقَاتَلَهُم في الشَّامِ بَعدَ انتِصَارِ المُسلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ في وَقعَةِ "عَينِ جَالوت", فَقَد كَانَ لهم أَيضًا دَورٌ كَبِيرٌ في مُحَارَبَةِ وَمُعَاقَبَةِ الرَّافِضَةِ, حيثُ قَرَّرُوا الانتِقَامَ مِنَ الخَوَنَةِ مِنَ النَّصَارَى وَالرَّافِضَةِ الذِينَ مَالَؤُوا التَّتَارَ وَصَانَعُوهُم عَلى أَموَالِ المُسلِمِينَ وَقَتلِ العَامَّةِ.
•••••••••••