مِن عُلَماء وَدُعاة الشِيعة الَّذين شاركوا فِي هذا المُؤتَمَر, وَكان مِن بَينِهم محمد حسين فضل الله, وَصُبحي الطُّفَيلِي, وَمُمَثِل حَركَة أَمَل فِي طهرانَ إبراهيم أمين, وتَدارَسَ مَعَهُم الخُطوات الأولى الِّلازِمة مِن أَجل إِنشاء هذا الحِزب الجَديد, ثُمَّ عَاد الوَفدُ إلى لُبنان وَكَثَّفَ مِن اتِصالاتِه مَعَ وُجَهاءِ وعُلماءِ الطائِفة الَّذين لَم يُشارِكوا فِي لِقاء طهران, ثُمَّ تَكَرَرَ لِقاؤُهُم بالخُمَيّنِيّ , ووَضعوا وإِيّاهُ الخُطوطَ العَريضَةَ لحزْبِ الله.
يَقُولُ أَحمَدٌ المُوسَوِيّ فِي مَقَالٍ لَهُ بِمَجَلَّةِ [الشِّرَاعِ]: "مَنْ أَنتُمْ؟ حِزبُ اللهِ": "ثُمَّ استُكمِلَتْ الخُطُوطُ التَّنظِيمِيَّةُ الأُولى بِاختِيَارِ هَيئَةٍ قِيَادِيَّةٍ لِلحِزبِ ضَمَّت 12 عُضوَاً هُمْ: عَبَّاسٌ المُوسَوِيّ, وَصُبحِي الطُّفَيلِي, وَحُسَينٌ المُوسَوِيّ, وَحَسَن نَصرُ اللهِ, وَحُسين خَلِيل, وَإِبرَاهِيم أَمِين, وَرَاغِب حَرب, وَمُحَمَّد يَزبَك, وَنَعِيم قَاسِم, وَعَلِي كُورَانِي, وَمُحَمَّد رَعد, وَمُحَمَّد فَنِيش". (?)
وَلم يَكُن هَؤُلاءِ وَحدَهُم نُوَاةَ التَّأسِيسِ لِحِزبِ اللهِ, إِنَّمَا كَانَ مَعَهُم عَشَرَاتٌ مِنَ الكَوَادِرِ وَالشَّخصِيَّاتِ الإِسلامِيَّةِ الأُخرَى مِنْ حَرَكَةِ أَمَلْ, وَحِزبِ الدَّعوَةِ, وَقِوَىً وَمَجمُوعَاتٍ تَبَلوَرَت شَخصِيَّتُهَا الإِسلامِيَّةُ السَّيَاسِيَّةُ مَعَ الثَّورَةِ الإِسلامِيَّةِ , وَقَائِدِهَا الإِمَامُ الخُمَينِيُّ, وَكَوَادِرَ أَمنِيَّةً أُخرَى مَازَالَت أَسمَاؤُهُا طَيَّ الكِتمَانِ.
وَبِالفِعلِ قَامَت إِيرَانُ بَتَأسِيسِ حِزبِ اللهِ وَقَامَت بِتَموِيلِ هَذَا الحِزبُ وَتَأمِينِ كَافَّةِ احتِيَاجَاتِهِ عَسكَرِيَّاً وَاجتِمَاعِيَاً, وَأَغدَقَتٍ عَليهِ الأَموَالَ الطَّائِلَةَ, وَهِيَ تُعَوِّلُ عَلَى هَذَا الحِزِبِ الآمَالُ الكِبَارُ, وَبَلَغَ دَعمُ إِيرَانَ لِلحِزبِ أَوجَهُ فِي هَذِهِ المَرحَلةِ, وَقَد جَاءَ فِي تَقرِيرٍ وَجَّهَهُ أَحَدُ الدُّبلومَاسِيِّينَ الأُورُبِيِّينَ إِلى حُكُومَتِهِ فِي مَطلَعِ صَيفِ 1986 م وَكَشَفَ فِيهِ كَذَلِكَ الدَّورَ السُّورِيَّ فِي رِعَايَتِهِ لِهَذَا الحِزبِ, مَا يَلِي: " تَقُومُ طَائِرَاتُ الشَّحنِ الإِيرَانِيَّةِ مِن طِرَازِ بُوِينج 747 بِالإِقلاعِ وَالهُبُوطِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ فِي الأُسبُوعِ عَلى طَرَفِ مَدرَجِ مَطَارِ دِمَشقَ نَاقِلَةٍ حُمُولاتٍ غَامِضَةً؛ فَالبَضَائِعُ التي تُفَرَّغ عِبَارَةٌ عَن أَسلِحَة خَفِيفَة مُرسَلَة إِلى حُرَّاسِ الثَّورَةِ الذِينَ يُشرِفُونَ عَلى تَدرِيبِ أَتبَاعِ حِزبِ اللهِ فِي مُعسكَرِ الزَّبَدَانِي بِالقُربِ مِنْ دِمَشقَ, أَو فِي المُعَسكَرَاتِ الكَائِنَةِ فِي مَنطِقَةِ بَعلبَك.