وَالبُيُوتِ وَالأَسطِحَةِ وَبِظَاهِرِ البَلَدِ مَا لا يُحصَى, بَل هِيَ مَلحَمَةٌ مَا جَرى قَطٌّ فِي الإِسلامِ مِثلَهَا, وَسَبَوا مِنَ النِّسَاءِ وَالصِّغَارِ مَا مَلأَ الفَضَاءَ .. وَمِمَّنْ أُسِرَ وَلَدُ الخَلِيفَةِ الصَّغِيرُ وَإِخوَانُهُ, وَقُتِلَ الخَلِيفَةُ وَابنَاهُ أَحمَدٌ وَعبدُ الرَّحمَنِ, وَمِمَّنْ قُتِلَ مَعَ الخَلِيفَةِ مِنَ الأَعيَانِ: أَعمَامُهُ عَليٌّ وَالحُسَينُ وَيُوسُفُ, وَجَمَاعَةٌ مِن أَهلِ البَيتِ.

وأَخْرَجَ الصَّاحِبُ مُحْيِي الدِّينِ الرًئيسَ العلامَةَ ابنُ الجَوْزِيّ وبَنُوهُ عَبْدَ اللهِ وَعبدَ الرَّحْمَنِ وعَبْدَ الكَرِيمِ, فَضُرِبَتْ أَعْنَاَقِهِم, ومِمَنْ قُتِلَ صَبْرًا جَمَاعَةٌ مُستَكْثِرُونَ مِنَ العُلمَاءِ والأُمْرَاءِ والأَكَابِرِ, وخَلَتْ بَغْدَادُ منَ أهلها, ودُثِرَتِ المَحَالُ, واسْتَوْلَى عليْهَا الحريقُ, واحْتَرَقَتْ دارُ الخِلَافَةِ, والجَامِعُ الكَبيرُ, حتَّى وَصَلَتْ النَّارُ إلى خَزَاَنَةِ الكُتُبِ, وعَمَّ الحَرِيقُ جميعَ البِلادِ, وما سَلِمَ إلا مَا فيهِ من هؤلاءِ الملاعينَ) ا. هـ.

••••••••••

طور بواسطة نورين ميديا © 2015