فَعُلِمَ أَنَّ مَا تَتَظَاهَرُ بِهِ الرَّافِضَةُ، هُوَ مِنْ بَابِ الْكَذِبِ وَالنِّفَاقِ، وَأَنْ يَقُولُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ، لَا مِنْ بَابِ مَا يُكْرَهُ الْمُؤْمِنُ عَلَيْهِ مِنَ التَّكَلُّمِ بِالْكُفْرِ." (?)
وَفِي أَثْنَاءِ الطَّورِ الثَّانِي لِلخِلافَةِ العَبَّاسِيَّةِ نَجِدُ أَنَّ الرَّافِضَةَ يَظهَرُونَ مِنْ جَدِيدٍ, وَلكِنْ بِلِبَاسِ التَّقيَّةِ التِي يَدِينُونَ بِهَا حَتَّى تَظهَرَ لَهُم الدَّولَةُ وَاليَد؛ كَالثَّعلَبِ يَلبَسُ جِلدَ الشَّاةِ فَلا يَنخَدِعُ بِهِ إِِلا الرَّاعِي المُضيِّعُ لِرَعِيَّتِهِ, وَالغَافِلُ بِأُمُورِ دُنيَاهُ عَنْ أُمُورِ دِينِهِ ..
فَرَاحُوا يَتَمَلَّقُونَ وَيَتَقَرَّبُونَ نِفَاقَاً مِنْ كِبَارِ المَسؤُولِينَ فِي الدَّولَةِ, وَيُعلِنُونَ الوَلاءَ وَالطَّاعَةَ جَهْرَاً , وَيُبيِّتُونَ مَا لا يَرضَى مِنَ القَولِ سِرَّاً, حَتَّى انخَدَعَ بِهِم كَثِيرٌ مِنَ الخُلَفَاءِ العَبَّاسِيِّينَ ...
فَنَرَاهُمْ يُقَلِّدُونَهُمْ المَنَاصِبَ الهَامَّةَ وَالحَسَّاسَةَ فِي الدَّولَةِ ... وَمِثلُ هَذَا الرَّافِضِيُّ الشَّهِيرُ "ابنُ العَلقَمِيّ" الذِي قَلَّدَهُ الخَلِيفَةُ المُستَعصِمُ الوَزَارَةَ غَفلَةً مَنهُ وَتَضيِيعًا, وَإِلا .. أَمَا كَانَت تَكفِيهِ العِبرُ مِنَ التَّارِيخِ القَرِيبِ مِمَّا فَعَلَهُ الرَّافِضَةُ بِأَجدَادِهِ .. ؟
وَلكِنْ لِيقضِيَ اللهُ أَمرًَا كَانَ مَفعُولاً, وَلِيَرصُدَ لنَا التَّارِيخُ جَرائِمَ القَومِ وَخِيَانَاتِهِم, وَقُعُودَهُمْ لأَهلِ السُّنَّةِ كُلَّ مَرصَدٍ, وَهُم يَتَرَقَّبُونَ بِهِمُ الدَّوَائِرَ .. فَمَاذَا كَانَ جَزَاءُ الخَلِيفَةِ العَبَّاسِيّ إِلا أَنْ تَآمَرَ الحَاقِدُ "ابنُ العَلقَمِيّ" مَعَ شَيخِهِ الرَّافِضِيِّ "نَصِيرُ الدِّينِ الطُّوسِيّ" عَلى هَدمِ البِلادِ وَقَتلِ العِبَادِ وَخَلعِ الخَلِيفَةِ بَعدَ أَنْ رَاسَلُوا "هُولاكُو" (?) مَلِكَ التَّتَارِ بِدُخُولِ بَغدَادَ, وَوَعَدُوهُ