فَبَدَأَتْ أُوْلَى المَعَارِكِ بَيْنَ قُوّاتِ أَسَدِ الدِّيْنِ وقُوَّاتِ الصّليبيّينَ المُتَحَالِفِينَ مَعْ "شَاور" فِي مِنْطَقَةِ الصَّعِيدِ بِمَكَانٍ يُعْرَفُ بِاسْمِ "البَابَيْنِ" فَدَارَت مَعْرَكةٌ حَاسِمَةٌ انْتَهَتْ بِهَزِيمَة الصّلِيبيينَ والفَاطِمِيّينَ أَمَامَ جُنُودِ "شِرْكُوه"،فَكَانَ مِنْ أَعْجَبِ مَا يُؤَرَّخُ أَنّ أَلْفِي فَارِس عَدَدُ أَفْرَادِ جَيْشِ "شِركوه" تَهْزِمُ عَسَاكِرَ مِصْرَ وفِرِنْجَ السّاحل.
واسْتَمَرَّ الكَرُّ والفَرُّ بَيْنَ الفَرِيْقَينِ حَتّى كَانَ مِنْ فَضْلِ اللهِ تَعَالَى أَنْ بَثَّ اللهُ الفُرْقَةَ والنِّزَاعَ بَيْنَ "شَاور" والخَلِيفَةِ الفَاطِمِيّ "العَاضُد" مِنْ جِهَةٍ وتَنَكُّرِ الصّلِيبيْينَ للوَزِيْرِ "شَاور" مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.
كُلُّ ذَلِكَ بِالإِضَافَةِ إِلَى العَزْمِ الصَّادِقِ عَلَى جِهَادِ الصَّليبيّينَ ونَشَرِ الدِّيْنِ الإِسْلامِيّ الصَّافِيْ عَلَى مَنْهَجِ الجَمَاعَةِ الأُوْلَى, مَا عَلَيْهِ الرَّسُوْلُ - صلى الله عليه وسلم - وأَصْحَابَهُ أَدّى بِالنّهَايةِ إِلى انْتِصَارِ حَمْلَةِ نُورِ الدّيْنِ بِقِيادِةِ أسَدِ الدّيْنِ وابْن أخِيْهِ صَلاحِ الدِّيْنِ واسْتِيْلائِهِم عَلَى مِصْرَ فِيْ نِهَايَةِ المَطَافِ، ولَكِنَّ الحِقْدَ الرَّافِضِيَّ لَمْ يَنْتَهِ إِلى هَذَا الحَدِّ بَلْ رَاحَ الرَّافِضَةُ يُدَبِّرُونَ المُؤَامَرَاتِ والمَكَائِد بَعْدَ سُقُوطِ الدّوْلَةِ العُبَيدِيّةِ الفَاطِمِيّةِ للتّخَلُّصِ مِنْ أَسَدِ الدِّيْنِ الذِيْ تَولّى الوَزَارَةَ فِيْ مِصْرَ ومَنْ بَعْدِهِ ابنُ أخَيهِ صَلاح الدِّيْنِ الذِيْ قَطَع الخُطْبَةَ للخَلِيفَةِ الفَاطِمِيِّ فِيْ ثَانِيْ جُمْعةٍ مِنْ المُحَرَّمِ عَام خَمْسمائةٍ وسَبعةٍ وسِتّينَ للهِجْرةِ وخَطَبَ للخَلِيْفَةِ العَبَّاسِي المُسْتَضِيءِ بِأمْرِ الله.
••••••••••••