جرائمهم في العهد الراشدي

فَأَمَّا في عهْدِ الخِلافَةِ الرَّاشِدَة، فقدْ بَدَت أولى جرائمِهِم وخِيَانَاتِهم، في عَهْدِ الخليفة العَادِل الرَّاشد الذي أعزّ الله بهِ الإسْلامِ؛ بِبَرَكَةِ دَعْوَةِ نبيِّنَا - صلى الله عليه وسلم - لَهُ، عُمَرَ بن الخَطَّاب رضيَ الله عنهُ، مُتَمَثِّلَة الجانبِ السِّياسيّ منهَا خَاصَّة، إذ لمْ يَكُن الفِكْر والمُخَطَّطُ الرَّافِضِيّ تَبَلْوَرَ تَمَامًا، وقدْ مَثَّلَ هذه الخِيَانَة المَجُوسِيّ، الفَارِسِيّ أبُو لؤلؤَة، الذي كَانَ من سَبيِ فَارِسٍ بعد أنْ فَتَحَها اللهُ على المسلمين في عَهْدِ الفاروقِ عُمَر، فَمَا كانَ من هذا المَجُوسيّ الفَارسيّ بعدَ أنْ فَاضَ بالحقدِ قَلْبَهُ، واستَفَاضَ بالغدرِ هَمَّه إلَّا أنْ دَبَّرَ مؤامَرَةً معَ منْ يُقَاسِمونَه الكَرَاهِيّة والعداءَ لِهَذَا الدِّين، وهُمَا الهُرمُزَان وجُفَيْنَة، فَالهُرْمُزان الذي كانَ مَيْمَنَة القائدِ الفارِسيّ رُسْتُم في القادِسِيَّة، ثُمَّ هَرَبَ بعد هَلَاكِ رُسْتُم، ثُمَّ مَلَكَ خُوزِشْسْتان، وقَاتَلَ المُسلِمين، ولَمَّا رَأى عَجْزَه، طَلَبَ الصُّلْحَ فَأُجِيبَ إليهِ، ولَكِّنَّه غَدَرَ، وقَتَلَ المَجْزَأةَ بن ثَوْر والبراء بن مالكٍ، فَقَاتَلَه المُسلمونَ وأَسَرُوهُ وسَاقُوهُ إلى عُمَرَ بن الخطَّابِ، فَأَظْهَرَ الإسلامَ وحُسْنَ الطَّوِيَّة، وعاشَ في المَدِينَةِ.

وجُفَيْنَة النَّصْرَانيّ من أهلِ الحِيرَة، كَانَ ظِئرًا لسعدِ ين مالكٍ، أَقْدَمَه للمدينَة للصُلْحِ الذي بَينَنَا وبَيْنَهُم، ولِيُعَلِّمَ أَهْلَ المدينَةِ الكِتَابَة. وبالرّغمِ أنَّ أميرَ المُؤمنينَ، وجَميعَ المُسلمينَ أَحْسَنُوا إليهم إلَّا أنَّ الحقدَ المَجُوسيّ الفَارسيّ على الدِّينِ، وعلى دولةِ الإسلام، كانَتْ أَكْبَرَ بكثيرٍ من هَذَا الإحسَانِ، فَحَاكُوهَا مؤامرةً كُبْرَى، وخِيَانَةً في حُكْمِ الشَّرْعِ عُظْمَى، حَيْثُ سَنُّوا أوَّلَ سُنَّة سَيِّئَة في الإسلام، وأوَّلَ لَبِنَة أساسٍ من مُخطَّاطاتِ الرَّافضَة في مِجَالِ الغدْرِ والخِيَانَة، أَلَا وهيَ سُنَّةُ الخُروجِ على الحاكِمِ المُسلِم، وسُنَّةُ اغتيالِ الخليفِة، والذي بموتِه أو بالخروجِ عليهِ تضطَرِبُ البِلادُ وِيَفْتَتِن العِبادُ.

ونَحنُ هُنَا نُدْرِجُ هذه الخِيَانَةَ، وهَذِه الجَريمَةَ، ونَعُدُّهَا أُولَى جَرَائمِ الرَّافِضَة، بالرَّغْمِ من أنَّ دينَ الرَّفْضِ لَمْ يَكُن قدْ ظَهَرَ بالفِعلْ كَمنهَجٍ وكَدِينٍ، وكَفِكْرٍ لِسَبَبَيْنِ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015