أحسن ما قيل في وصف الربيع وأكثره إطراباً قول سعيد بن حميد:
طلعتْ أوائيلُ الربيع فبشرَتْ ... نَوْرَ الرياضِ بجدةٍ وشبابِ
وغدا السحابُ لذاك يسحَبُ في الثرى ... أذيالَ أسحمَ حالكِ الجلبابِ
يبكي فيضحكُ نَوْرُهُنَّ فيا له ... ضحكاً تَوَلَّدَ عن بكاءِ سحابِ
فترى السماءَ إذا أَسَفَّ ربابُها ... فكأنها كسيتْ جناحَ غرابِ
وترى الغصونَ إذا الرياحُ تناوحت ... ملتفةً كتعانقِ الأحبابِ
وأحسن منه قول البحتري:
أتاك الربيعُ الطلقُ يختالُ ضاحكاً ... من الحسنِ حتى كادَ أن يتكلما
وقد نبه النيروزُ في غسِق الدجى ... أوائلَ ورد كنَّ بالأمس نُوِّما
يفتقُها بردُ الندى فكأَنَّه ... يبثُّ حديثاً كانَ قبلُ مكتَّما
فمن شجرٍ رَدَّ الربيعُ لباسَه ... عليه كما نَشَّرْتَ وَشْياً مُنمنما
أحلَّ فأبدى للعيونِ بشاشةً ... وكان قذىً للعين إذا كانَ محرما