وعندما جاء خالي استقبله ببشاشة وترحاب والحمد لله.
* * *
تقول المرأة: كلما رأيت بيت الله الحرام في الصور طار قلبي محبةً وشوقًا فأنا منذ أن كنت حاملاً بابني الأول قبل تسعة عشر عامًا لم أذهب إليه، وكلما طلبت من زوجي رفض ذلك فأصبحت أمنيتي الوحيدة أداء العمرة، وفي تلك السنة بدأت بجمع المال أملاً في الذهاب للعمرة، ولكن زوجي رفض وابني لا يستطيع الذهاب لوحده لبعد المسافة وعدم معرفته بالطريق، وكانت أختي ستذهب مع زوجها للعمرة فطلبتُ منهم مرافقتهم في الطريق إلى مكة فوافقوا، وبدأت أجهز أغراض السفر والفرحة تغمرني والأنس يملأ قلبي حتى غير ذلك اتصال أختي قائلة: سنذهب غدًا بعد صلاة الفجر لكن للسياحة، ثم نذهب بعدها إلى مكة فأحسست بحزن شديد لكني لم أيأس من رحمة الله - تعالى - فقمت تلك الليلة وصليت ودعوت ربي وألححت بالدعاء ثم صليت الفجر، وأكثرت الاستغفار والدعاء وفي الظهر اتصلت أختي فظننت أنها اتصلت لتخبرني بوصولهم سالمين، لكنها قالت لي: إن أخا زوجي سيرافقنا ونظرا لحالة زوجته الصحية التي لا تسمح له بالتنقل سنذهب إلى مكة مباشرة ففرحت فرحًا شديدًا وأديت العمرة وجلست خمسة عشر يومًا وكانت من أسعد أيام حياتي، فلله الحمد والشكر أن يسر لي ذلك وأسأله القبول.
* * *