17] وما إن خرج من المستشفى حتى بدأ بالدعاء والتضرع لله - تعالى - ثم ركب السيارة والدمع على خديه، ولم ينقطع من الدعاء طوال ذلك اليوم، وفي الغد ذهب لوالدته وقد شرق بدموعه وضاق صدره وأخبرها الخبر، وأنه سيذهب الآن للكشف مرة ثانية فأعطته بعض الأدوية الشعبية لاستعمالها بعد العملية، ثم ودعها وذهب للمستشفى وما زال مستمرًا بالدعاء حتى دخل عند الطبيب وأخبره أنه أتى بالأمس، وقال له الطبيب الآخر كذا وكذا فكشف عليه ولسان المريض مستمر بدعاء الله تعالى والتضرع له ثم قال الطبيب متعجبًا: هذا ليس (ناسورًا) بل (دمل) بسيط وإن شئت الآن أعملها لك بالموسى فاستبشر المريض وتلعثم بالكلام وحمد الله - تعالى - وشكره ثم قال: افعل ما شئت الآن، وبعد بضع دقائق خرج الرجل من المستشفى ولسانه يلهج بذكر الله - تعالى - والحمد لله على نعمه العظيمة وآلائه وأفضاله.
* * *
يقول الشيخ عصام العويد - حفظه الله تعالى -: تكلمت في باص بين مكة والرياض عن بر الوالدين فلما انتهيت أشار إلي رجل فجئت إليه فقال: لي زملاء لهم أبناء، وفي يوم من الأيام رفع كل واحد منهم يده إلى السماء وهو يقول: اللهم خذ ابني أو اهده،