الشرق، وبعد وقت وجدنا صاحب سيارة فتزودنا منه بالوقود وتوجهنا نحو الشمال، وفي طريقنا أصبح في السيارة بعض الأعطال لا نستطيع من جرائها أن نتعدى سرعة 30كم لأن العجلة تضرب في الرفرف مع أننا ربطناه بالحبال والأسلاك، وكانت عودتنا في صباح يوم الجمعة وعند المساء دخلنا منطقة تكثر فيها الشجيرات المحاطة بالرمال، فوجدنا سيارة محطمة قديمة الصنع، فنزلنا إليها علَّنا نجد فيها ما يصلح عطل سيارتنا ونظرنا حولها وإذا بعظام صاحب السيارة الذي يبدو أنه هالك بجوارها فبدأ الرعب يدب في قلوبنا وما هي إلا لحظات إلا وسيارتنا تنطفئ ... حاولت تشغيلها فلم أستطع عندها نظرت في محركات السيارة فوجدتها صالحة، لكني لم أكرر التشغيل خشية نفاد كهرباء البطارية، وازداد الخوف وبدأ الظلام يخيم علينا فالجو ممطر وبارد والجثة وعظامها بجوارنا، فتوجهنا إلى الله - تعالى - بالدعاء فهو فارج الهم وكاشف الكرب، ثم ذهبت إلى السيارة لتشغيلها ويدي على قلبي، أدرت المفتاح ففشلت المحاولة كررت المحاولة فحصلت المفاجأة اشتغلت السيارة فخررت ساجدًا لله - تعالى -، ثم ركبنا السيارة مسرعين وغادرنا المكان وبعد ساعات رأينا نور إحدى السيارات فتوجهنا نحوه وسألناه عن المسافة المتبقية فأفادنا بأنها 250كم وسألناه عن أقرب طريق فذكر أنه على بعد 50كم فتوجهنا إليه ونمنا داخل السيارة لأن الجو ممطر، وعندما حان وقت صلاة الفجر صلينا ثم واصلنا السير حتى وصلنا، ولله الحمد (?).