تسكن إحدى العوائل في بيت قديم متهالك، وكانت الزوجة تكثر الاستغفار وقيام الليل والدعاء - بأن ييسر الله - تعالى - لهم بيتًا مناسبًا - وتحث زوجها على ذلك فكانا متعاونين على الطاعة، واستمرت على هذه الحالة أيامًا وأتبعت قيامها جلوسًا في مصلاها بعد صلاة الفجر، حتى جاء يوم رأت فيه أثر دعائها واستجابة الله - تعالى - لها فيسر لهم بيتًا جديدًا بأقساط معلومة. وكانت تقول: لم أحلم يومًا بمثله فلله الحمد رب العالمين.
* * *
لم يكن في بيت تلك العائلة شيءٌ من طعام أو غذاء نظرًا لأن راتب الزوج يذهب لتسديد أقساط بيتهم الجديد، وما كان للزوجة حيلة في الحصول على طعام تسد به حاجتهم، والأمر الذي أثارها خوفُها على أطفالها، فقامت في آخر الليل وقت تنزل الرحمات وإجابة الدعوات، فلبست خمارها وصفت في محرابها وصلت ما كُتب لها وأكثرت من الدعاء حتى أُذن للفجر فصلت وجلست في مصلاها تذكر الله - تعالى - وتدعوه حتى غلبها النوم وفي وقت الضحى استيقظت وصلت سنة الضحى ودعت الله - تعالى -