في عام 1422هـ كنت في الحرم المكي الشريف ووجه سؤال إلى الشيخ ما معناه: أنه أراد الزواج فحصل خلاف بينه وبين والدته فدعت الله عليه بأنه لا يسعد في زواجه. قال السائل: فمنذ الزواج لم أسعد في زوجي، ثم إنني أرضيت والدتي، فرضيت، ولكني لم أسعد أيضًا. فرد الشيخ ما معناه: أن رضا أمك بعد دعائها لا يرد الدعوة الأولى ... إلخ.
* * *
قال الشيخ عائض القرني في كتابه (لا تحزن) عن رحلتهم في الطائرة، فقال: لما أصبحنا في الجو أخبرنا الطيار أننا سوف نعود إلى
نفس المطار الذي ارتحلنا منه لخلل في الطائرة، فرجعنا وأصلحوا العطل، ثم ركبنا إلى المدينة الأخرى فلما اقتربنا منها أبت العجلات أن تنزل فأخذ يدور على تلك المدينة ساعة كاملة، ويحاول أكثر من عشر مرات فلا يستطيع، وأصابنا الهلع، وأصاب الكثير الانهيار وكثر بكاء النساء ورأيت الدموع تسيل على الخدود، وأصبحنا بين السماء والأرض ننتظر الموت، وارتحل القلب إلى الله - عز وجل - وأخذنا نذكر الله - تعالى - ونكرر «لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير» في هتاف صادق، وقام شيخ كبير مسن يهتف بالناس أن يلجئوا إلى الله - تعالى - وأن يدعوه وأن يستغفروه وأن ينيبوا له. ودعونا الذي يجيب المضطر إذا دعاه، ألححنا في الدعاء وما هو إلا وقت، ونعود للمرة الحادية عشرة والثانية عشرة فنهبط بسلام، فلما نزلنا كأنا خرجنا من القبور، وعادت النفس إلى ما كانت وظهرت البسمات فيا لطف الله - سبحانه وتعالى -.
كم نطلب الله في ضر يحل بنا ... فإن تولت بلايانا نسيناه
ندعوه في البحر أن ينجي سفينتنا ... فإن رجعنا إلى الشاطئ نسيناه