ابنك؟ قالت: خيرًا كنت أسمعه يقول: اللهم احشرني من حواصل الطير (?).
* * *
قال ابن الجوزي: كان الوزير (يعني الإمام العالم عون الدين يمين الخلافة أبا المظهر يحيى بن هبيرة - رحمه الله -) يتأسف على ما مضى، ويندم على ما دخل فيه، ولقد قال لي: كان عندنا بالقرية مسجد فيه نخلة تحمل ألف رطل، فحدثت نفسي أن أقيم في ذلك
المسجد، وقلت لأخي فخر الدين: أقعد أنا وأنت وحاصلها يكفينا، ثم انظر إلى ما صرت (يعني أنه صار وزيرًا) ثم صار يسأل الله الشهادة، ويتعرض لأسبابها، في ليلة ثالث عشر، جمادى الأولى سنة ستين وخمسمائة استيقظ وقت السحر فقاء فحضر طبيبه ابن رشادة فسقاه شيئًا، فيقال إنه سمه فمات، وسقي الطبيب بعده بنصف سنة سمًا فكان يقول سقيت فسقيت فمات (?).
* * *
قال الأوزاعي: خرج الناس يسقون فقام فيهم بلال بن سعد فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: يا معشر من حضر ألستم مقرين بالإساءة؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال: اللهم إنك تقول: «ما على المحسنين من سبيل» وقد أقررنا بالإساءة فهل تكون مغفرتك إلا لمثلنا؟ اللهم فاغفر لنا، وارحمنا، واسقنا. فرفع يديه ورفعوا أيديهم فسقوا (?).
* * *
قال الذهبي - رحمه الله - في السير: يقال إن الحافظ أبا القاسم يعني ابن عساكر - رحمه الله - حلف أنه لا يكلم ابنه حتى يكتب التاريخ فكتبه. ولما عمل