عن ذكرنا فأرحنا منه كيف شئت، فسقط الرجل على وجهه ميتًا (?).
* * *
وذكر التنوخي: أن أحد الوزراء في بغداد وقد سماه اعتدى على امرأة عجوز هناك، فسلبها حقوقها وصادر أملاكها، فذهبت إليه تبكي تشتكي من ظلمه، فما ارتدع وما تاب وما أناب قالت: لأدعون الله عليك، فأخذ يضحك منها باستهزاء، وقال عليك بالثلث الأخير من الليل يستهزئ بها فذهبت وداومت على الثلث الأخير من الليل كما وصف لها هو، فما هو إلا وقت قصير إذ عُزل هذا الوزير وسلبت أمواله، وأخذ عقاره ثم أقيم في السوق يجلد؛ تعزيرًا له على أفعاله فخرجت له العجوز فقالت له: أحسنت، لقد وصفت لي الثلث الأخير
من الليل فوجدته أحسن ما يكون.
* * *
قال أبو القاسم بردان الهاوندي: سمعت الجنيد يقول: جئت إلى أبي الحسن السندي يومًا فدققت عليه الباب، فقال: من هذا؟ فقلت: الجنيد. فقال: أدخل فدخلت فإذا هو قاعد مستوفز، وكان معي أربعة دراهم فدفعتها إليه، فقال لي: أبشر إنك تفلح، فإني احتجت إلى هذه الأربعة الدراهم، فقلت: اللهم ابعثها إلي على يدي رجل يفلح عندك (?).
* * *
دخل الحسن البصري - رحمه الله - على الحجاج بن يوسف بواسط، فلما رأى جبروته قال: الحمد لله أن هؤلاء الملوك ليرون في أنفسهم عبرًا وإنا لنرى فيهم عبرًا، يعمد بعضهم إلى قصر فيشيده. وإلى فرش فيتخذه، وقد خف به ذباب