قال: فانطلق، فحرقهما بالنار ثم بعث جرير - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يبشره - يكنى أبو أرطأة - منا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: «ما جئتك حتى تركناها كأنها جمل أجرب» فبرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على خيل أحمس ورجالها خمس مرات (?). وأحمس هي قبيلة جرير - رضي الله عنه -.
* * *
دعا - صلى الله عليه وسلم - لعروة بن أبي الجعد البارقي، وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطاه دينارًا يشتري له به شاة فاشترى له به شاتين فباع إحداهما بدينار، فجاء بدينار وشاة، فدعا له بالبركة في بيعه وكان لو اشترى التراب لربح فيه (?) وفي مسند الإمام أحمد - رحمه الله - أنه قال له: «اللهم بارك له في صفقة يمينه» فكان يقف في الكوفة، ويربح أربعين ألفًا قبل أن يرجع إلى أهله (?).
* * *
لما اشتد الكرب، وعظم الخطب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والصحابة - رضي الله عنهم - في غزوة الأحزاب، وبلغت القلوب الحناجر فدعا - عليه الصلاة والسلام - على قريش ومن معهم قائلاً: «اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب اللهم اهزمهم وزلزلهم» (?).
فأرسل الله - تعالى - على خيامهم وأمتعتهم ريحًا جعلت تقوض، خيامهم وتكفأ قدورهم، وتنزع أطنابهم، فلا يقر لهم قرار.
فنصر الله - تعالى - المؤمنين كما قال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا