على المسلم اليوم أن يتمثل تلك الحياة الماضية فسافروا معى أيها السادة على صفحات التاريخ فى المسافة الزمنية وارجعوا إلى عهد الرسالة المحمدية على صاحبها السلام والتحية وقفوا بنا فى مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ساعة نشاهد حياتها وتصورها لأبناء هذا العصر لعلهم يدركون ما فاتهم.
هذه هى المستعمرة الإسلامية الأولى وهى مدينة بمعانى الكلمة ليست بزاوية من زوايا الشيوخ أو مدرسة من مدارس العلم أو مسجد فحسب ولكنها مدينة جامعة قد تمثلت فيها الحياة الإنسانية بجميع معانيها ونواحيها، ففيها الأسواق وفيها المزارع وفيها البساتين وفيها الأسر والبيوت وفيها التاجر وفيها الفلاح وفيها الملاك وفيها من يأكل بعرق جبينه وكد يمينه.
وهاهو ذا قد أسفر النهار والناس راجعون من المسجد النبوى فى سكينة ووقار ولكن فى خفة ونشاط، وهنا دكان يفتح فى السوق، وهنالك سكة تمشى فى الحقل وهذا بستان من نخيل يسقى وذلك أجير يشتغل فى حائط على أجرة يأخذها فى المساء قد اندفعوا إلى أشغالهم بما سمعوا من