من حديث النفس (صفحة 293)

شكوى

أذيعت سنة 1959

هذه شكوى. ولكن ممّن؟ ولمن؟ لست أدري؟

أسمع الآن أذان الفجر وأنا في الفراش، أكتب وأجفاني مطبقة من النعاس، فاليد تكاد تجري بنفسها وأنا لا أبصر، أما الخط فخرابيشُ لا يقرؤها إلاّ أنا.

ذلك أني لبثت أتقلّب في الفراش إلى الآن؛ أغفي لحظة ثم أستيقظ. وما ذاك عن مرض، فأنا ولله الحمد نشيط قوي أمارس الرياضة وأحس دبيب الصحة في عضلاتي كأني شاب في الثلاثين. وما عن همِّ العيش والفكر في المال، فإنه يَرِدُ عليّ والحمد لله ما يكفيني ويزيد عني. وما عن خلاف في البيت أو مشاكل (?) مع الناس، فأنا مستريح في بيتي وقد تركت الناس فلا أعاملهم ولا أقاربهم ولا أشتري ولا أبيع، ولا أشتغل بسياسة ولا رياسة، فاسترحت من الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015