والمَشْيَخات، وهانت عليّ وصَغُرت في عيني، ولم يبقَ لي من دنياي (الآن) إلاّ مطلب واحد: يقظة قلب أدرك بها حقائق الوجود وغاية الحياة وأستعد بها لما بعد الموت. وهيهات يقظة القلب في هذا العالم المادي!
إن الذي يبلغ ذروة الجبل تنكشف له الجهة الأخرى فيرى ما بعد الانحدار، وأنا قد بلغت ذروة العمر وانحدرت ولكني لم أبصر شيئاً ... إن الطريق مغطى بالضباب، وقد أضعتُ مصباحي في زحمة الحياة ومعترك العيش!
* * *
أما الرسالة فقد أفضَلَت عليّ وأحسنت إليّ. وما أشكوها، إنما أشكو دهري وأشكو نفسي، ومن حق الرسالة عليّ تحيةٌ خيرٌ من هذه التحية في عيدها الألفي، ولكني أكتب بيد عليل من فكر كليل، ولي من الأستاذ الزيات الصديق النبيل العذر الجميل.
* * *