من حديث النفس (صفحة 257)

رجة ظننت أن قنبلة قد تفجرت فيه! قلت: ما هذا؟

قال: شيء قد سقط عند الجيران.

وهنيهة أخرى، وإذا بصوت يملأ الدار ويصم الآذان. قلت: وهذا؟

قال: رادّ (?) الجيران.

قلت: أعوذ بالله، فكيف تعيشون في هذه الدور؟

قال: في عذاب. لقد تعجلنا الجحيم في الدنيا حين زهدنا في بيوتنا العربية واتخذنا هذه الطوابق؛ هي جحيم على الكبار وعلى الصغار. ألا ترى الأولاد يلعبون في كل طريق، يتعلمون في مدرسة الشوارع كل سيء من العادات وبذيء من القول، ويعودون إلى أهلهم بوساخة الثياب ووساخة الخلق ووساخة اللسان ... هذا إن لم يعودوا بشجة في الرأس من الحجارة أو كسر في الرجل من السيارات.

إن السبب فيها هو هذه البيوت، لو كان في الدور مثل تلك الصحون وتلك الحدائق لما خرج الأولاد إلى الطرق والشوارع.

* * *

وخرجنا من الزيارة، فودعت صحبي ووقفت وحدي أبكي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015