[هذه مقدمة ديوان شاعر كان لي صديقاً وكان أخاً، أنشرها كما كتبت سنة 1948 لم أبدل فيها حرفاً، وإن كانت الدنيا تبدّل الأصدقاء وتودي بالصداقات.]
لقد وعدت الأستاذ أنور العطار بهذه المقدمة منذ خمس وعشرين سنة، من يوم أسمعني أول مقطوعة له. قلت له: ستصير يا أنور شاعراً كبيراً، وسأصير أنا كاتباً وأكتب مقدمة ديوانك.
ولقد صار أنور شاعراً كبيراً فهل صرت أنا كاتباً؟ إنني كتبت إلى اليوم أكثر من خمسة آلاف صفحة، أنشأتها إنشاء ولم أجمعها جمعاً، ونقلتها عن قلبي لم أنقلها عن الكتب، ولكني لم أصر كاتباً، لأنني أعجز الليلة عن إنشاء أحب الفصول إليّ وأوجبها عليّ: هذه المقدمة التي وعدت بها أنور من خمس وعشرين سنة!