. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الثاني: أن السؤال ضربان:
سؤال جدل، وحقه أن يطابقه جوابه، لا يكون زائدا عليه ولا ناقصا عنه.
وسؤال تعلم، وحق المعلم فيه أن يكون كطبيب رفيق يتحرى ما فيه الشفاء، طلبه المريض أو لم يطلبه، فلما كان حاجتهم إلى من ينفق عليه كحاجتهم إلى ما ينفق، بَيَّن الأمرين." (?)
كمن به صفراء فاستأذن طبيبا في أكل العسل فقال: كله مع الخل. (?)
وقول السكاكي (?): " إنهم سألوا عن بيان ما ينفقون، فأجيبوا ببيان المصرف، ونزل سؤال السائل منزلة سؤال غيره؛ لتوخي التنبيه بألطف وجه على تعديه عن موضع سؤال هو أليق بحاله وأهم." (?)
بناء على أنها ليس فيها ذكر المنفق أصلا، لا وجه له؛ لأن قوله: {مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ} ذكر له، لكن لما كان لا حد له أجمل، أي: كل حلال قليلا أو كثيرا.
والزمخشري: " جعل السياق لبيان المصرف، والمنفق صريح فيه (?)، وهو الخير." (?)
وتقديره: ما يعتد به من إنفاق الخير مكانه، ومصرفه الأقربون.